كيف تغيرت سياسة باريس سان جيرمان من شراء النجوم إلى صناعتهم؟

كتب/ فريد محمد

كتب/ نانسي أشرف

تبنى باريس سان جيرمان سياسة التعاقد مع النجوم العالميين منذ تولي ناصر الخليفي رئاسة النادى عام 2011، فقد جلب الفريق الباريسي نجوم الصفوة مثل زلاتان ابراهيموفيتش، ميسي، نيمار، دي ماريا، مبابى، على أمل أن يحقق النادي بطولة دوري أبطال أوروبا على غرار مارسيليا.

استطاع باريس سان جيرمان الهيمنة على الألقاب المحلية في فرنسا، لكن لم يصل هذا إلى طموحات مسئولي النادي بعد، فظل لقب دورى أبطال أوروبا بعيدًا كل البعد عن خزائن النادي العاصمي بعد كل المحاولات التي بًذلت بشتى الطرق لاستعادة ذات الأذنين إلى فرنسا بعد غياب 32 عامًا.

تحول تكتيكي بقيادة لويس إنريكي

عمل لويس إنريكي على إعادة هيكلة وبناء للفريق خاصة بعد رحيل كيليان مبابي إلى ريال مدريد مطلع الموسم الحالي، كما ركز المدرب الإسباني على الأسلوب الجماعي والتنظيم التكتيكي بدلاً من الاعتماد على الحلول الفردية لنجوم الفريق.

لويس انريكي مدرب باريس سان جيرمان

كما تبنى إنريكي المدرسة الكتالونية في طريقة اللعب، والتي تقوم على الضغط الجماعي مع الحفاظ على التوازن بين الهجوم والدفاع، وظهر هذا التحول في خط وسط باريس سان جيرمان في الموسم الحالي، والذي كان يُعتبر نقطة ضعف نسبية في أداء الفريق، لصبح الآن نقطة تفوق أمام كبار أندية القارة العجوز.

ظهر باريس سان جيرمان بأداء مميز فى دورى أبطال أوروبا هذا الموسم على الرغم من تعثره فى بداية البطولة، ليتغير الحال 360 درجة بداية من مباراة الفريق أمام بريست في الملحق المؤهل لدور ال 16، وذلك من خلال الانتصار بنتيجة 10/ 0 في مجموع المباراتين.

واصل باريس مشواره بإقصاءه المرشح الأول للفوز بالبطولة “ليفربول” من دور ال 16، ومن ثم التفوق على أستون فيلا وأرسنال في الأدوار التالية، ليثبت تفوقه على فرق الدوري الانجليزي المعروفة بالمستويات العالية أمام أندية الدوري الفرنسي.

كما نجح الفريق في تسجيل 152 هدف فى جميع المسابقات، فيما تلقت شباكه 59 هدف، وهو ثاني أعلى معدل تهديفي فى أوروبا بعد برشلونة الذي يحتل المركز الأول بـ 171 هدف، بينما اهتزت شباكه ب 72 آخرين.

إعادة اكتشاف النجوم

لاعبو باريس سان جيرمان بعد فوزهم على ليفربول بدوري أبطال أوروبا

عمل باريس سان جيرمان على تدعيم صفوفه بعد رحيل كيليان مبابي إلى المرينجي مطلع الموسم الحالي، فتعاقد مع خفيتشا كفاراتسخيليا من نابولي الإيطالي، ديزيريه دويه من رين الفرنسي، بجانب إعادة توظيف واكتشاف لاعبي الفريق في مراكز متعددة.

كما كان كفاراتسخيليا عنصرًا أساسياً في هذا التطور، حيث قدم اللاعب الجورجي مستويات رائعة على الجانب الهجومي والدفاعي، وهو ما يلبي متطلبات إنريكي من لاعبي فريقه، وصعب على المنافسين التنبؤ بأداء الفريق الباريسي في المباريات.

وكان قد تنبأ لويس إنريكي بهذا التطور في الموسم الماضي، حيث كشف عن تركيزه على بناء فريق قوي للمنافسة على كل البطولات في الموسم المقبل، وهو ما جاء بثماره في الموسم الحالي.

ومن المتوقع أن ينافس عثمان ديمبلي، جناح فريق باريس سان جيرمان، على جائزة الكرة الذهبية لهذا العام، وذلك بعد الأداء الرائع الذي ظهر به سواء في بطولة الدوري الفرنسي أو دوري أبطال أوروبا.

شارك ديمبلي رفقة باريس سان جيرمان في 47 مباراة هذا الموسم في مختلف المسابقات، نجح في تسجيل 33 هدف، وقدم 11 تمريرة حاسمة.

نتاج السياسية الجديدة لباريس سان جيرمان

نجح فريق باريس سان جيرمان في تحقيق لقب الدوري الفرنسي 2024/ 2025 قبل نهاية الموسم بثلاث جولات، مع سلسلة من 33 مباراة دون هزيمة، بالإضافة إلى وصول الفريق إلى نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية في تاريخه.

لاعبو باريس سان جيرمان

من المنتظر أن يواجه باريس سان جيرمان نظيره إنتر ميلان يوم 31 مايو، ساعيًا لتحقيق البطولة المنتظرة لأول مرة في تاريخ النادي والثانية في تاريخ الكرة الفرنسية بأكملها، وذلك بعد حصول مارسيليا على ذات الأذنين مرة وحيدة موسم 1992/ 1993 أمام اي سي ميلان الإيطالي.

بالإضافة إلى حصوله على بطولة كأس السوبر الفرنسي على حساب موناكو، بجانب وصوله إلى نهائي كأس فرنسا أمام ريمس، والمقرر إقامته يوم 24 من الشهر الجاري، فهل يكون موسم السمان تعويضًا للسنوات العجاف التي عانى فيها ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *