السحر في الملاعب الإفريقية… كرة القدم تحت تأثير الجوجو

تُعتبر الموهبة، والتكتيك، واللياقة البدنية عوامل أساسية في تحديد الفائز في مباريات كرة القدم، لكن أحيانًا تظهر معادلة أخرى، وهي السحر؛ إذ لا يكفي أن تكون الأفضل داخل الملعب، بل يجب أن تكون محصنًا من التعاويذ، أو أن تمتلك ساحرًا يضمن لك الفوز في المباريات، وذلك من خلال رش المساحيق الغامضة، أو دفن رؤوس الخنازير داخل أرض الملعب، وبعضهم يستخدم السحر الأسود المعروف بـ”الفودو”.

طقوس ما قبل المباريات

يعتبر السحر من الطقوس المهمة قبل بعض مباريات الفرق الإفريقية، كما يعد عامل رئيسي في التفاصيل التي تخص المباريات، حيث يستخدم السحرة أدوات مختلفة لكي تساعدهم في فوز فرقهم بالمباريات، كدفن رؤوس الخنازير في الملعب أو إلقاء مساحيق كريهة الرائحة، فيما يلجأ بعض السحرة إلى السحر الأسود المعروف بإسم سحر”الفودو”.

صورة من موقع عربي بوست

ويعتقد أتباع الفودو أنهم لديهم القدرة على التأثير على الخصوم، عن طريق غرس الدبابيس في دُمى تمثل الفريق الخصم، ومن ثم حرقها لإصابتهم باللعنة.

وقائع شهيرة في الملاعب الإفريقية

تعتبر مباراة افتتاح كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا واحدة من أشهر وقائع السحر التي وقعت في الملاعب الإفريقية، عندما قام منظمو الحدث بذبح ثور أمام ملعب “سوكر سيتي” بجوهانسبرج، الذي تقام عليه مباراة الافتتاح بين منتخبي جنوب إفريقيا والمكسيك.

وكان قد صرح أحد أعضاء الاتحاد الإيفواري لكرة القدم، عقب فوز كوت ديفوار بكأس الأمم الإفريقية في عام 2015، قائلاً: “يبدو أن لعنة بودابو لم تعد تلاحقنا”، وذلك في إشارة منه إلى الساحر الشهير “جباس بودابو”، الذي ساعدهم في الفوز ببطولة كأس أمم إفريقيا بنسخة عام 1992، ثم توعدهم بالإخفاقات المتتالية لمدة عشرين عامًا قادمة، وذلك بعد حدوث خلاف مالي بينه وبين أحد المسؤولين بالإتحاد الإيفواري لكرة القدم.

كما شهد ديربي دار السلام بين فريقي سيمبا التنزاني ويانج أفريكانز طقسًا غريبًا في عام 2004، عندما رش لاعبو سيمبا مسحوقًا مجهولاً على أرض الملعب، ليرد عليه لاعبو يانج أفريكانز بالتبول فوقه لإبطال مفعوله.

الشرطة لحماية السحر

صورة من موقع العربية

وصل الإيمان بالسحر في بعض الدول الإفريقية إلى مستويات أكثر جنونًا، حيث أن بعض رجال الشرطة يعاقبو من يحاول إبطال مفعول السحر، ففي مباراة بين منتخب الكاميرون ومنتخب مالي بكأس أمم إفريقيا، لاحظ “توماس نكونو”، مدرب حراس منتخب الكاميرون، قيام شرطي مالي بإلقاء أشياء غريبة على أرض الملعب؛ ليكتشف بعد ذلك أنه نوع من سحر “الجوجو”، فتشاجر معه وحاول منعه، لكن تم اعتقاله من قِبل الشرطة المالية

رفض الكاميرونيون استكمال المباراة، قبل أن يتدخل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم وضغط على الشرطة المالية لإطلاق سراحه، ليُستأنف اللقاء وتفوز الكاميرون بثلاثية نظيفة.

سائل السحر

في بعض الدول بجنوب القارة الإفريقية، يطلب من كامل لاعبي الفريق الإستحمام بسائل سري يُعرف باسم “موثي”، كما يُطلب أحياناً من اللاعبين التبول فيه، وأحيانا تُرسل تيشرتات لاعبي الفريق إلى معالج تقليدي يطلق عليه “سانجوما” لتُعالج روحانياً، كما يُستخدم الاعبين دهن سلحفاة لدهن أجسادهم بهدف إبطاء سرعة لاعبي الخصم في المباراة.

السحر في الملاعب المصرية

عادة ما ارتبط الحديث عن السحر في مصر برئيس نادي الزمالك السابق مرتضى منصور، الذي طالما برر خسائر الزمالك في تلك الفترة إلى السحر، ليخرج في تصريحات عدة عقب تعادل أو خسارة فريقه، قائلاً: “قفلوا الشبكة بالسحر”.

صورة لمرتضي منصور من موقع روز اليوسف

شهدت مباراة القمة بين الأهلي والزمالك في موسم 2015\2016 لقطة غريبة لأحد العاملين بنادي الزمالك، حيث وصل أتوبيس الفريق الأبيض إلي ملعب برج العرب أولاً، فقام أحد العاملين بغرفة تغيير الملابس بفريق الزمالك برش سائلاً مجهولاً على أرضية الممر المؤدي لغرف تبديل الملابس، ليعلن بعدها مرتضي منصور إيقاف هذا العامل، عقاباً لتلك الواقعة المريبة.

كما شهدت مباراة مصر والنيجر فى تصفيات كأس أمم إفريقيا عام 2010 واقعة غريبة، وهي نزول رجلين غريبين إلى أرض الملعب وبصحبتهم معزة سوداء، وأخذوا يسيرون بها في جميع أرجاء الملعب مع قيامهم بطقوس غريبة أمام عيون العدسات، لتنتهي المباراة بخسارة الفراعنة بهدف نظيف، مما أطلق عليها المصريون مباراة المعزة.

صورة من موقع يلا كورة لحادثة المعزة في ماتش منتخب مصر والنيجر

أوروبا ليست بعزلة

لم تقتصر المعتقدات المرتبطة بالسحر على مجتمعات العالم الثالث فقط، بل وفي الدوريات الأوروبية الكبرى أيضاً، حيث يوجد بعض اللاعبين لديهم عاداتهم الخاصة قبل المباريات.

فعلى سبيل المثال، كان البلجيكي “تيبو كورتوا” حارس مرمى فريق ريال مدريد، يقوم بالتقاط صورة شخصية لنفسه وهو جالس على المرحاض في غرفة تغيير الملابس، ويرسلها إلى أصدقائه في بلجيكا، بينما كان يقوم المهاجم الإنجليزي واين روني، بأكل حلوى كوكو قبل كل مباراة.

وكان قد توج فريق ليستر سيتي بلقب الدوري الإنجليزي في موسم 2016، لأول مرة في تاريخه، وفي شئ يلقب بالمعجزة، مما أحدث دهشة كبيرة في الوسط الرياضي.

صورة من موقع تليجراف للراهب التايلندي من داخل غرفة ملابس نادي ليستر سيتي

وكانت تعود ملكية نادي ليستر سيتي في تلك الأيام للملياردير التايلندي “فيشاي سريفادانابرابها”، وكونه يعتنق الديانة البوذية، قام بتوجيه دعوات لرهبان بوذيين للحضور إلى النادي لمنح اللاعبين بركاتهم.

وعبر جيمي فاردي مهاجم فريق ليستر سيتي عن استياءه من تلك الواقعة، قائلاً: “لم أتوقع يوماً أن يزورني الرهبان البوذيون ويسكبون الماء المقدس على جسمي، فهم كانوا يسكبون الماء ثم يضربون رأسي بقوة بعصا صغيرة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *