لا خلاف على أهمية الرياضة في حياتنا اليومية، لكن هل فكرت يومًا في كيف يمكن لحركة على أرض الملعب، أو لتمرين روتيني في صالة الألعاب الرياضية، أن يُحدث تحولًا جذريًا في شخصية الإنسان؟
الرياضة ليست فقط وسيلة للحفاظ على اللياقة البدنية أو لتحقيق بطولات وألقاب، بل هي تجربة شاملة تُسهم في بناء الذات، وتعزيز الثقة بالنفس، وتنمية الانضباط والالتزام، وهي صفات تُترجم بوضوح إلى حضور وكاريزما على الشاشة.
شخصيات عديدة أثبتت أن خلف كل نجم فني متألق، قصة بدأت أحيانًا من الملاعب قبل أن تنتقل إلى أضواء الكاميرا.
نجوم جمعوا الرياضة بالفن
أسطورة النادي الأهلي المايسترو صالح سليم، الذي انضم للنادي عام 1944، قاد الفريق لتحقيق العديد من البطولات، واكتسب من الملاعب روح القيادة والانضباط، بعد اعتزاله، انتقل إلى عالم الفن، وشارك في عدد من الأفلام التي برز فيها حضوره القوي وهدوءه الآسر، ليصبح مثالًا حقيقيًا على كيف تُشكل الرياضة ملامح الشخصية الفنية.
أحمد السقا، الفارس الذي ترجم مهاراته في الفروسية إلى الشاشة، اشتهر أحمد السقا بأدوار الحركة، ويعود ذلك إلى خلفيته في رياضة الفروسية.
نشأ السقا وسط الخيول، وتعلّم الشجاعة وسرعة رد الفعل، وهي مهارات وظفها ببراعة في أفلامه، مما جعل الجمهور يصدق مشاهده دون تردد.
أمير كرارة، قبل أن يشتهر بأدواره القوية، كان أمير كرارة لاعبًا في منتخب مصر للكرة الطائرة، لياقته البدنية العالية وانضباطه انعكسا على أدائه في أعمال مثل “كلبش”، ومنحاه حضورًا طاغيًا وثقة كبيرة في تجسيد شخصياته.
يوسف الشريف، لاعب كرة قدم سابق يجيد التوازن النفسي،
كان الشريف لاعبًا في صفوف النادي الأهلي قبل أن تعيقه الإصابة عن استكمال مسيرته الرياضية، غير أن روح الرياضة بقيت حاضرة في أدائه، حيث ساعده الانضباط واللياقة على تقديم أدوار مركبة تتطلب تركيزًا بدنيًا وذهنيًا، كما في فيلم “العالمي”.
عادل أدهم، مارس عادل أدهم السباحة والملاكمة والجمباز قبل أن يدخل الفن، ما منحه قوة جسدية وثقة بالنفس انعكست على شخصياته الصارمة والمؤثرة في السينما المصرية، ليظل رمزًا للقوة والجرأة.
أحمد صلاح حسني، احترف أحمد صلاح حسني كرة القدم، ولعب مع النادي الأهلي ومنتخب مصر، قبل أن ينتقل للتمثيل. خلفيته الرياضية منحته قدرة عالية على التعامل مع الأدوار الجسدية والانفعالية، وجعلته نموذجًا للفنان الرياضي المتوازن.
نور الشريف، كان نور الشريف لاعبًا في صفوف نادي الزمالك قبل أن يتجه إلى الفن. الرياضة لم تكن مجرد نشاط بدني في حياته، بل كانت جزءًا من تكوينه النفسي، ومنحته اتزانًا ذهنيًا وشخصية مرنة ساعدته على التألق في أدواره المتنوعة.
فارس السينما المصرية أحمد مظهر، من أبطال الفروسية في الجيش المصري، مارس أحمد مظهر الرياضة باحتراف، وشارك في بطولات عدّة.
شكلت الرياضة أساسًا قويًا لحضوره المهيب وثقته أمام الكاميرا، وجعلته من أعمدة السينما الكلاسيكية في مصر.
نجمات عبرن من الملاعب إلى الفن
حورية فرغلي، بدأت حورية فرغلي حياتها الرياضية في الفروسية، ومثّلت منتخب الإمارات، وفازت ببطولة مكتوم لقفز الحواجز عام 2001. هذه الرياضة منحتها ثقة بالنفس وقدرة عالية على التحكم في المشاعر، وهي مهارات ساعدتها على أداء أدوار شديدة الحساسية رغم التحديات الصحية التي مرت بها.
ياسمين صبري التي عادت للبطولات بعد الشهرة، بدأت مسيرتها في سن الرابعة، وحققت العديد من الإنجازات في السباحة، من بينها بطولة الجمهورية. لم تتخلَ عن الرياضة بعد دخولها التمثيل، بل عادت بقوة لتحصد ميداليات ذهبية وفضية، مؤمنة بأن الرياضة هي مصدر أساسي لتوازنها النفسي وجاذبيتها الفنية.
نيللي كريم، التي بدأت بالباليه وتدربت في روسيا، كانت راقصة أولى في دار الأوبرا المصرية. خلفيتها الصارمة في التدريب جعلتها فنانة منضبطة في اختياراتها، وحضورها الجسدي المتقن واضح في كل دور تؤديه.
هذه النماذج تؤكد أن الفن والرياضة ليسا عالمين منفصلين، بل يكملان بعضهما في صناعة الإنسان المتوازن، القادر على التأثير في جمهوره.
الانضباط والثقة بالنفس والعمل الجماعي، جميعها قيم تتقاطع بين الملاعب وكواليس التصوير، وبين البطولة الرياضية والبطولة الدرامية.