في الوقت الذي تتصدر فيه مصر التصنيف العالمي في الإسكواش، وتُخرج سنويًا أبطالًا يحصدون الألقاب الدولية، تبقى هذه الرياضة حبيسة الظل الأولمبي، عاجزة عن اختراق جدار الألعاب الخمس، سؤال يتردد منذ سنوات: لماذا لا يُدرج الإسكواش ضمن الألعاب الأولمبية رغم شعبيته ونموه؟
كريم درويش، نائب رئيس الاتحاد الدولي للإسكواش، قال في تصريحات سابقة إن اللعبة كانت مرشحة بقوة لدخول أولمبياد باريس 2024، لكنها استُبعدت مجددًا لصالح رياضات أكثر جماهيرية، مثل التزلج والتسلق، مبررًا ذلك بـ”ضعف شهرة الإسكواش في الولايات المتحدة”، التي ستستضيف أولمبياد 2028.
وأشار إلى أن اللجنة الأولمبية تتعامل مع الأولمبياد كمنتج تلفزيوني، وأن الرياضات القادرة على جلب مشاهدات أعلى لها الأفضلية.
أحد الأسباب المتكررة لتبرير غياب الإسكواش عن الأولمبياد هو صعوبة نقله تلفزيونيًا، الكرة الصغيرة، وسرعة التبادل، وانغلاق الملعب كلها عناصر تُقال إنها تجعل من الإخراج تحدياً.
لكن الواقع يشير إلى تطور كبير في تقنيات البث، وظهور كاميرات مخصصة تغطي الملعب الشفاف من جميع الزوايا.النجم المصري أمير وجيه يؤكد أن التحكيم الإلكتروني والإضاءة الذكية والكاميرات المتقدمة أزالت معظم العوائق التقنية، لكن يبدو أن القرار لا يزال سياسيًا وتجاريًا في المقام الأول.
من المفارقات العجيبة أن سيطرة مصر على اللعبة قد تكون أحد الأسباب غير المعلنة لعدم ضم الإسكواش للأولمبياد، فسيطرة بلد واحد على منصات التتويج قد تُفسر بأنها تُفقد المنافسة توازنها، بحسب ما ألمح إليه بعض المحللين الرياضيين.
وفي الوقت نفسه، بدأت دول مثل أمريكا وكندا والهند في ضخ استثمارات لتطوير قواعد ناشئين قوية، ما يفتح المجال لتحول ميزان القوى مستقبلاً.
بعد عقود من المحاولات، أعلنت اللجنة الأولمبية الدولية أخيرًا إدراج الإسكواش ضمن الألعاب الرسمية لأولمبياد لوس أنجلوس 2028 لكن الفرحة لم تكتمل، إذ أعلنت اللجنة تقليص عدد المشاركين إلى 16 لاعبًا ولاعبة فقط، وهو رقم يُقيد دولًا مثل مصر، التي تمتلك نخبة من الأبطال على مستوى عالمي.
رئيس الاتحاد الدولي للإسكواش وصف القرار بأنه خطوة أولى مهمة، لكنه طالب بنظام تأهل عادل يعكس حجم وقوة الدول المسيطرة على اللعبة.
الإسكواش دخل الأولمبياد أخيرًا، لكن عبر بوابة ضيقة ورغم الإنجاز، لا تزال هذه الرياضة بحاجة لجهود مضاعفة حتى تُعامل معاملة تليق بتاريخها وأبطالها.
تبقى الآمال المصرية كبيرة، ليس فقط في تحقيق الذهب، بل في أن يكون أولمبياد لوس أنجلوس نقطة تحول تاريخية نحو اعتراف عالمي دائم بلعبة طال انتظارها.