في الزحام الإعلامي، قلّما نجد أبطالًا حقيقيين يصنعون المجد بصمت، لكن فاطمة محروس، البطلة البارالمبية، كسرت القاعدة، وفرضت اسمها بقوة بعد أن أهدت مصر فضية كأس العالم البارالمبية لرفع الأثقال – باريس 2024.
“تاكتيكا” التقت فاطمة في حوار خاص، لتحكي لنا عن الرحلة، الألم، الحلم، والأمل المتجدد.
خطوة أولى.. وبداية من الحلم
تاكتيكا: متى شعرتِ أن رفع الأثقال سيكون طريقكِ الحقيقي؟
كنت أبحث عن ذاتي، عن شيء أتميّز فيه رغم الظروف، حتى وقعتُ في حب رفع الأثقال كان إحساس السيطرة على الوزن أمامي يشبه تحديًا بيني وبين نفسي بدأت في عمر 17 سنة، ومن أول يوم شعرت أنني خلقتُ لأكون هنا، على هذه المنصة.
روح لا تغيب.. وإهداء غالٍ
تاكتيكا: إلى من كانت الميدالية الأولى في بالكِ بعد الفوز؟
إلى أمي غابت عن الدنيا قبل البطولة بوقت قصير، لكنها لم تغب عن قلبي لحظة كل لحظة تدريب، كل عرق، كل ألم، كنت أراها تبتسم لي وتشجعني وعندما صعدت للمنصة ورفعت 139 كجم، كان صوتها داخلي يقول: “قدها يا فاطمة”.
بين الرقم والميدالية.. قصة ثوانٍ
تاكتيكا: الفوز جاء برقم عالمي، لكن الذهب لم يكن من نصيبكِ.. ما شعوركِ وقتها؟
كان شعورًا مختلطًا بين الفرحة والفخر، وبين غصة بسيطة نعم، حطمت الرقم البارالمبي، لكن منافستي رفعت أكثر بكيلوجرام واحد لكنها ليست نهاية الطريق، بل بداية أكثر حماسًا للمستقبل الفضية في هذه الظروف كانت انتصارًا كبيرًا لي ولمصر.
الدعم الخفي.. ووجوه خلف الإنجاز
تاكتيكا: من وقف إلى جواركِ في الأوقات الحاسمة؟
وراء كل إنجاز جيش من الداعمين، أهلي، مدربيّ، زملائي في المعسكر، وحتى أصدقائي البعيدين كل كلمة “شد حيلك” كانت وقودًا لي لا أنسى دموع إخوتي لحظة تتويجي، كانت كأنهم هم من فازوا.
حلم أكبر.. وعين على لوس أنجلوس
تاكتيكا: بعد باريس، كيف ترين الخطوة التالية؟
أراها ذهبية في لوس أنجلوس أريد أن أُكتب في التاريخ كبطلة أولمبية تتوّج على أعلى منصة سأواصل الاستعداد، وأبحث عن رعاية تدعمني نفسيًا وبدنيًا، لأكون في أفضل حالاتي لا وقت للراحة الآن.
الواقع والاعتراف.. وتقدير الجهد
تاكتيكا: هل تشعرين بأن مجهودكِ حظي بالاهتمام الكافي؟
الجمهور كان أروع داعم، والاتحاد لم يقصّر، لكن الطموح أكبر. أتمنى أن تصل قصتنا كرياضيين بارالمبيين إلى كل بيت، وأن نلقى دعمًا يليق بما نقدمه نحن لا نلعب نحن نحارب لنُثبت أن لا شيء مستحيل.
كلمة من القلب.. للشباب الطموح
تاكتيكا: ما الذي تقولينه لشاب أو فتاة يبدأون من نقطة الصفر مثلكِ؟
النجاح لا يبدأ من القوة، بل من الإيمان صدّق أنك قادر، حتى لو لم يصدقك أحد تعثّر، وقم، وكرّر، وكن وفيًّا لحلمك كل خطوة، حتى لو كانت بطيئة، تقترب بك من القمة وأنا ما زلت أصعد.
تاكتيكا تفخر بأن تكون أول من ينقل لكم مشاعر البطلة فاطمة محروس بعد إنجازها الأخير، وتعد بمتابعة رحلتها القادمة نحو الذهب.. نحو الحلم.