الخماسي الحديث ليس مجرد رياضة كباقي الرياضات، بل هو حكاية مليئة بالإثارة والتاريخ. فكل شيء في هذه الحياة له بداية، ولهذا جئنا لكم بـ “أصل اللعبة.”
منذ زمن بعيد، قبل وجود الملاعب والأولمبياد، كان هناك جنود وفرسان. وكان هؤلاء بحاجة إلى القوة والمهارة في مجالات متعددة، مثل:
- المبارزة بالسيف: لحماية أنفسهم وخوض المعارك.
- الرماية بالمسدس: لإصابة الأهداف عن بعد.
- الفروسية: لركوب الخيل بسرعة ومهارة.
- السباحة والجري: للهروب أو الوصول إلى الهدف بسرعة.
بمعنى أن الخماسي الحديث كان بمثابة اختبار لقدرات الجنود، ليُحدد من هو الأكثر كفاءة بينهم.
كوبرتان والروح الأولمبية
ظهر بعد ذلك رجل يُدعى البارون بيير دي كوبرتان، وهو مؤسس الألعاب الأولمبية الحديثة. وكان يرى أن رياضة الخماسي الحديث تُجسد روح الأولمبياد، لأنها تجمع بين القوة، المهارة، والذكاء.
فقال: “يجب أن نجعل هذه التحديات رياضة أولمبية.”
وبالفعل، تم إدراج الخماسي الحديث ضمن الألعاب الأولمبية لأول مرة عام 1912.
التطورات الحديثة
مع مرور الوقت، تطورت هذه الرياضة بشكل كبير. أصبحت لها قوانين وقواعد واضحة، وبدأت تُقام لها بطولات عالمية وأولمبية.
حتى الأدوات والتقنيات تغيرت—فالسيوف والمسدسات أصبحت أكثر حداثة، والخيول تُدرّب بشكل أفضل، والمضامير باتت أسرع.
لكن جوهر الرياضة بقي كما هو: على الرياضي أن يكون متمكناً في كل شيء، وقادراً على التكيّف والتحدي.
مراحل الخماسي الحديث
الخماسي الحديث يتكوّن من مرحلتين:
- في المرحلة الأولى، يجمع اللاعب النقاط من المبارزة، الفروسية، والسباحة، وهي ما تحدد ترتيبه في المرحلة الثانية.
- أما في مرحلة “الليزر-رن“، فيبدأ اللاعب الذي يملك أعلى عدد من النقاط أولاً، والباقون ينطلقون حسب الفارق الزمني.
أول من يصل إلى خط النهاية يفوز بالميدالية الذهبية.
إنجاز أحمد الجندي
“أحمد الجندي“، الذي لم يكتفِ بالمشاركة فقط، بل دخل التاريخ من أوسع أبوابه!
بدأ رحلته بالحصول على الميدالية الفضية في طوكيو 2020، لكنه لم يتوقف عند هذا الحد. واصل مسيرته بإصرار، حتى حقق الحلم الكبير:
الميدالية الذهبية في باريس 2024، ليُهدي مصر أول ذهبية في تاريخها في الخماسي الحديث.
ولم يكن ذلك فقط، بل حطّم الرقم القياسي العالمي، بعد أن حصل على 1555 نقطة، متجاوزًا الرقم السابق (1551 نقطة)، ليُثبت أنه ليس مجرد بطل، بل أسطورة حقيقية.
الختام
وكما رأينا، فإن الخماسي الحديث ليس مجرد رياضة، بل قصة عريقة مليئة بالأكشن والتاريخ. بدأت كاختبار لقدرات الجنود، وأصبحت اليوم واحدة من أرقى الرياضات الأولمبية.
وأحمد الجندي لم يكن مجرد جزء من هذه القصة، بل كتب فصلًا جديدًا فيها.
فقد أثبت أن العزيمة والإصرار هما سر النجاح.
الخماسي الحديث ليس للجميع، بل لأولئك الذين يمتلكون الشجاعة، الذكاء، والمهارة لمواجهة التحديات.
إن كنت ترغب في معرفة “أصل لعبة” جديدة، ابقَ معنا، واكتبوا لنا في التعليقات الرياضة التي تودون معرفة حكايتها!