في عالم الرياضة، ليست الإنجازات الرياضية وحدها هي من تصنع الأبطال، بل تمثل التحديات الصعبة والعزيمة الحيز الأكبر في تكوين شخصيتهم وقدرتهم على النهوض مرة أخرى، ومن بين هؤلاء الأبطال جاءت السباحة اليابانية ريكاكو إيكي، والتي لم تكتفي بتحطيم الأرقام القياسية في المسبح وحسب؛ بل ومع صراعها مع مرض السرطان.
كما تعتبر ريكاكو إيكي واحدة من أفضل السباحات في تاريخ اليابان بل وفي آسيا، ولم يأتي هذا من فراغ؛ بل لتاريخها الكبير وإنجازاتها التي لا مثيل لها، والتي لم تقتصر داخل المسبح فقط بل ومع صراعها مع مرض السرطان أيضًا، وذلك بعد اكتشاف إصابتها بسرطان الدم عندما كانت في معسكر فى استراليا.
بداية رحلة إيكي
ولدت ريكاكو إيكي في 4 يوليو 2000 في طوكيو باليابان، كما بدأت رحلتها في السباحة في سن مبكر، مستوحية شغفها من مشاركة أشقائها في السباحة، وبدأت تظهر موهبتها الفريدة وظهر ذلك في المرحلة الإعدادية في عام 2015، وبالأخص في السنة الثالثة من المدرسة الإعدادية حيث حققت نتائج مميزة في بطولة اليابان، ونتيجة تفوقها تم اختيارها في فريق التتابع للمنافسة في بطولة العالم.
إنجازات تاريخية
شاركت إيكي في خمسة أنواع من السباحة في بطولة اليابان لعام 2017، وهي سباقات 50 متر و100 متر فراشة و200 متر حرة، وسباقات 50 متر و100 متر فراشة، ولم تتوقف علي ذلك؛ ففي خلال أربعة أيام سجلت في 10سباقات، وفازت بهم جميعا وحصلت على خمس ميداليات لأول مرة في تاريخ البطولة.
كما شاركت في سباقات أخرى في عام 2018، منها سباق 50 متر و100 متر حرة، وسباقات 50 متر و100 متر فراشة ، وسباق 400 متر حرة تتابع ،وسباق 400 متر تتابع متنوع، كما فازت بكل هذه السباقات وحصلت على 6 ميداليات بالإضافة إلي جائزة أفضل لاعبة في البطولة، لتحطم ذلك الرقم القياسي الياباني 28 مرة في مختلف سباقات السباحة الحرة والفراشة في هذا العام.
تقول إيكي، “أنه عام مليئ بالنجاحات والإنجازات، وأنا منتظره بفارغ الصبر عام 2019 لأنني سأصبح طالبة جامعية، وستكون الإنجازات فيه أكثر”.
صدمة المرض
سرعان ما تحولت فرحتها من انتظار أنها ستكون طالبة جامعية إلي خبر إصابتها بسرطان الدم، وعرفت ريكاكو بذلك عندما كانت يتم تدريبها في معسكر في أستراليا، للإستعداد ببداية الموسم حيث تم الإعلان فورا عن إنهاء برنامجها التدريبي وعودتها إلي اليابان، بسبب سوء حالتها الصحية.
أعلنت وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بها في اليوم التالي إصابتها بمرض سرطان الدم، وفورا تم إنهاء جميع البطولات التي كانت ستشارك فيها، وقررت التركيز على العلاج الطبي.
العودة القوية
خرجت إيكي من المستشفى في شهر ديسمبر من عام 2019 بعد صراع لم يكن سهلاً عليها، ورجعت إيكي مرة أخري إلي ساحة التدريب، وبدأت تستعيد قدرتها على السباحة من الصفر من خلال التدريب بشكل يومي، ومع عودتها شاركت إيكي بعدة بطولات؛ أولها المشاركة في بطولة اليابان، حيث حققت الفوز في سباق 100 متر فراشة الأول، وحجزت مقعدها في دورة ألعاب طوكيو الأولمبية.
وكان لإيكي تصريح تقول فيه: “بقائي على قيد الحياة معجزة “، ولم تقتصر نتائج إيكي على ذلك، فبعد الإنتهاء من البطولة حققت الفوز في جميع السباقات الأربعة التي شاركت فيها، وهي 100 متر فراشة، 100 متر حرة، 50 متر فراشة، 50 متر حرة، وحجزت مكان لها في سباقات التتابع، مما أهلها للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية بطوكيو.
وبعد سباق 50 متر حرة، عبرت إيكي عن فرحتها قائلة: “لقد كنت أعتقد أن هذه آخر سنة أخسر فيها في اليابان، ولكنني حققت نتائج أكثر مما كنت أتوقع، لذلك أريد أن أثني على نفسي”.
الأمر الذي جعل إيكي تعود إلي السباحة لم تكن رغبتها في الفوز فقط، بل كان حبها للمسبح والمنافسة لأنه المكان الذي تجد فيه ذاتها، ولا يمكن الابتعاد عنه مما حدث.