عادة ما يتشكل الديربي لعدة أمور، سواء كانت سياسية كالريال وبرشلونة، أو اجتماعية ككلاسيكو ريفر بليت وبوكا جونيورز، أو دينية ككلاسيكو سيلتك ورينجرز، لكن تختلف الأمور في مصر لعدة عوامل اجتماعية، يتجاوز ديربي الأهلي والزمالك حدود التعصب، كونه جزء من صراع سياسي وتاريخي.
يقع الناديان جغرافيًا في منطقة القاهرة الكبرى، حيث كان يُنظر للزمالك باعتباره النادي الخاص بالأثرياء، فيما يعتبر الأهلي بمثابة نادي الشعب، وجاء ذلك لفكرة تأسيسه من قِبل المناضلين ضد الاحتلال الإنجليزي.
ويعد ديربي القاهرة من أكثر ديربيات العالم إثارة وحماس، كما صنفته صحيفة “givemesport” بأنها من أقوي عشر ديربيات بالعالم، وجاء في المرتبة الخامسة من بين الأقوى في العالم.
كما انعكس هذا الصراع على كل شيء في مصر، وتجسد في السينما المصرية والأغاني، حتى أنه انعكس على الأحداث السياسية في البلد.
بداية الصراع
بدأ الصراع بين الفريقين؛ عندما قرر “أبو الكرة المصرية” حسين حجازي الذي سبق وأن لعب لنادي فولهام الإنجليزي، كأول لاعب عربي وأفريقي يحترف في إنجلترا، عاد حجازي إلى مصر من بوابة السكة الحديد، ليلعب في صفوفه موسم واحد قبل أن ينتقل إلى الأهلي.
قضى حجازي مع المارد الأحمر موسمين قبل أن ينتقل إلى الغريم التقليدي الزمالك “المختلط سابقًا” ، ظل حجازي في صفوف الفريق الأبيض قرابة 5 أعوام لكنه رحل عن الزمالك ليعود مرة أخرى للأهلي.
لعب حجازي موسم واحد فقط مع الأهلي، وخلال هذا الموسم تراجعت نتائج الزمالك وكاد الفريق أن يهبط إلى الدرجة الثانية، لكن سرعان ما تدارك الزمالك الأمر بالتعاقد مع حجازي مجددًا؛ لينهي مشواره بقميص الأبيض عام ١٩٣١.
ولم تهدأ حالات الصراع والإثارة في قصة انتقالات حجازي، إلى أن جاء عام ١٩٦٣ ، والذي انتقل فيه عبد الكريم صقر الذي لعب للنادي الأهلي أربع سنوات إلى الزمالك، مما زاد الصراع بين الناديين.
وما ساعد على اشتعال الصراع بين الناديين أكثر، هو تتويج النادي الأهلي بلقب نادي القرن الأفريقي للقرن العشرين من قِبل الإتحاد الإفريقي لكرة القدم، وذلك في وقت كان نادي الزمالك فيه الأكثر حصولاً على بطولات أفريقية، ولكن جاء تفسير الكاف أن قراره على النقاط التي جمعها الفريقان في الفوز بالبطولات بالإضافة إلى عدد مرات وصولهما إلى الأدوار الإقصائية من البطولات الأفريقية المختلفة.