تواجه الرياضات النسائية تحديات كبيرة، من ضعف التغطية الإعلامية، إلى اتساع فجوة الأجور مقارنة باللاعبين الرجال. فرغم أن بعض المشجعين يروا أن الرياضات النسائية أقل إثارة، إلا أن هذا الانطباع قد يكون نتيجة مباشرة لقلة التغطية الإعلامية، والتي تقلل من فرص وصول هذه الرياضات إلى الجمهور.
الرياضات الأكثر فجوة
تظهر الفجوة في الأجور بين الجنسين في عدة رياضات، خاصة تلك التي يهيمن عليها اللاعبون الرجال، وهو ما يجعل فرص النساء فيها محدودة وأجورهن قليلة مقارنة بأجور الرجال.
كما هو الحال في كرة القدم، ففي عام 2025 بلغ متوسط راتب لاعب كرة قدم في الدوري الإنجليزي للرجال حوالي 3 ملايين جنيه إسترليني سنويًا، مقابل بـ30 ألف جنيه إسترليني سنويًا لرياضات النساء.

كما يتشابه الأمر نفسه في كرة السلة، في عام 2023، بلغ متوسط رواتب اللاعبين الرجال في دوري NBA حوالي 7.6 مليون جنيه إسترليني. وذلك مقابل 96 ألف جنيه إسترليني لرياضات النساء في دوري WNBA.
التنس استثناء
تمتد فجوة الأجور بين الجنسين إلى جميع الرياضات تقريبًا، وتوجد فروق شاسعة في أجور الرجال والنساء، في رياضات معينة. ففي رياضة التنس تكون الأجور متقاربة.
دخلن لاعبات التنس قائمة الأعلى دخلاً خلال العقد الماضي، مثل “سيرينا ويليامز” و”ماريا شارابوفا” و”لي نا”، وتفوقن في عقود الرعاية مقارنة برياضيات أخرى، بل إن دخلهن يقترب من دخل لاعبي التنس الرجال.
يختلف الحال في الرياضات الجماعية، ففي بطولة يورو 2022 للسيدات، بلغ إجمالي جوائز جميع الدول المشاركة 16 مليون يورو. فيما حصلت إيطاليا بطلة يورو 2020 للرجال، على 34 مليون يورو، فيما حصلت إنجلترا وصيفة البطولة على 30.25 مليون يورو.

وهو ما دفع جو بايدن، الرئيس السابق للولايات المتحدة الأمريكية، للتعبير عن استيائه من هذا الأمر، في تغريدة له على منصة X: “نشهد الآن أنه حتى لو كنتي الأفضل، لا تحصلين على نصيبك العادل من الأجر، حان الوقت لنمنح بناتنا نفس الفرص التي يحصل عليها أبناؤنا، ونضمن حصول النساء على الأجر الذي يستحقنه”.
أسباب الفجوة في الأجور
تعود جذور تلك الفجوة إلي تأخر دخول المرأة إلى المجال الرياضي، وذلك بسبب عدة قيود اجتماعية، مما أكسب حضور الرجال في الرياضة تفوقاً شعبياً، وجعلهم يحصلون على رواتب ورعايات أعلى.
ويعد من أحد أسباب هذه الفروق؛ هو أن الرياضات النسائية تحقق أرباح مالية أقل من نظيرتها الرجالية، سواء من خلال الإعلانات أو بيع التذاكر أو بيع المنتجات الرياضية المختلفة، ويعود ذلك جزئيًا إلى أن حقوق البث وصفقات الرعاية تميل لصالح الرياضات الرجالية، مما يعزز شهرة الرياضيين الذكور وقدرتهم على استقطاب الرعاة، وهو أمر أقل توفراً في الرياضة النسائية.

نتج عن ذلك ظهور بعض المبادرات التي تسعى لتغيير الوضع، ففي عام 2020 أطلقت شبكة “سكاي سبورتس” حملة بعنوان “انهضوا معنا”. مما ساعد في جذب جمهور كبير جداً إلى نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا للسيدات 2022، حيث حضر أكثر من 87 ألف متفرج للمباراة.