البادل.. اللعبة التي خطفت أنظار العرب وجيوب المستثمرين

الرياضة الآن ليست مجرد وسيلة للترفيه فقط ،بل أصبحت أحد أهم المجالات الإقتصادية التي تعتمد عليها الدول في تحقيق الأرباح والتنمية المستدامة، حتي ظهرت رياضة أصبحت واحدة من الرياضات الأكثر نموًا في الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة وهي رياضة ” البادل ” حيث نجحت في الجمع بين الترفية والاستثمار.

تعد رياضة البادل من رياضات كرة المضرب، وهي مزيج بين رياضة التنس ورياضة الاسكواش، وتلعب بشكل زوجي في ملعب مغلق أصغر من ملاعب التنس ،وتكون مساحة ملعب البادل 10 × 20 متر.

اكتشفت هذه اللعبة على يد رجل الأعمال المكسيكي ” إنريكي كوركويرا ” ؛ لذلك انتشرت كرياضة في منتجع الشاطئ المكسيكي في اكابولكوا عام 1969، وكانت سهلة في الممارسة مما جعلها أكثر لعبة رياضية تستقطب المبتدئين، وتعد حاليًا أكثر رياضة يتم بيع منتجاتها عالميًا.

بدأت هذه اللعبة في المكسيك، ثم انتقلت إلى مختلف بلدان العالم منها اسبانيا وإيطاليا والأرجنتين وبعدها في الدول العربية ” السعودية ، الامارات ، قطر ، مصر ” وخصوصًا في السعودية.

اهتمام السعودية بالبنية التحتية لرياضة البادل

أولت اللجنة السعودية لرياضة البادل اهتمام كبير في مختلف مناطق المملكة؛ حيث تتماشي مع رؤية 2030 والتي تهدف إلى الكفاءة، والنجاح في مختلف الرياضات داخل المملكة.

قامت المملكة بتأسيس معسكر الأطفال الصيفي للبادل، وقامت بفتح آلاف الملاعب داخل الأحياء والمولات والنوادي، وأيضًا افتتاح أكاديميات لتدريب اللاعبين والمدربين.

لذلك كان لها جانب دخل مادي كبير للمملكة ،وأرباح اقتصادية منها فتح آلاف المستثمرين ملاعب بادل في المولات والنوادي حيث وصل سعر الساعة ل 200-400 ريال مع وجود أربعة لاعبين في الجولة الواحدة ،وتكون الأرباح اليومية عالية جدًا.

قامت أيضا بالاستثمار مع شركات كبري لتوسيع العمل التجاري لزيادة الأرباح؛ لذلك أصبحت رياضة البادل في السعودية نموذج حقيقي للاستثمار الرياضي الحديث.

الإمارات وتحقيق الإنجازات في رياضة البادل

ليست رياضة البادل مجرد هواية في الإمارات، وذلك بعد تحقيق إنجازات على المستوى الإقليمي والدولي؛ حيث احتل المنتخب الإماراتي للبادل المركز الخامس في بطولة العالم عام 2024 في الدوحة، ليصبح أول منتخب عربي آسيوي يصل لهذا المركز ويتأهل إلى بطولة العالم 2026 دون الحاجة إلى التصفيات.

ويسير الإتحاد وفق استراتيجية شاملة تهدف إلي تعزيز مكانة الإمارات كأحد أبرز الدول في رياضة البادل، لذلك تعمل على توسيع قاعدة الممارسين من خلال دعم الأكاديميات وتنظيم البطولات المحلية والدولية ،وأيضا تطوير برامج تدريبية للمواهب الجديدة.

انشئت أكثر من 950 ملعب بادل مما ارتفعت قيمه السوق المحلي للبادل، وتواجد مع هذا التطوير آلاف اللاعبين والاشتراكات الشهرية في الأكاديميات، كما ازداد الطلب علي أدوات رياضية خاصة بالبادل.

قامت أيضًا بتنظيم بطولات دولية مثل World Paedel Tour في دبي، مما أدى إلى جذب سياح ورياضيين دوليين من كل بلاد العالم.

يوجد شركات خاصة أنشأت فروع في كل الإمارات وأرباحها تخطت الملايين من تأجير الملاعب وبيع المعدات وتدريب اللاعبين.

البادل في مصر بين الاستثمار والإنجاز

في مصر، أصبحت لعبة البادل في الآونة الأخيرة ذات انتشار كبير بين الشباب المصري بمختلف طبقاته، ساعد علي ذلك الدور التي قامت به الدولة المصرية في نشر اللعبة من خلال إنشاء العديد من الملاعب، واستضافة البطولات الدولية آخرها بطولة العالم بالتعاون مع الإتحاد المصري للبادل.

فاز المنتخب المصري للبادل بأول بطولة عربية للبادل في عام 2023.

ذلك الاهتمام الواضح يعزز من الاستثمار في البينية التحتية للرياضات الحديثة، ويخلق فرص لتدريب اللاعبين وزيادة الاشتراكات من خلال اكاديميات اللعبة والنوادي التي تتبنى اللعبة.

أثبتت رياضة البادل قدرتها على التوسع والنمو في العالم العربي والخليجي بشكل خاص حيث تحولت من مجرد رياضه ترفيهية إلى نشاط رياضي استثماري يُحقق من خلال أرباح اقتصادية ضخمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *