قد تبدو لك من طريقة لعبها بسيطة ولا تحتاج إلى مهارة كبيرة… لكن دعني أخبرك أن “كرة اليد“ ليست كما تظن إطلاقًا!
إنها لعبة سريعة لا تتوقف لحظة، هجمة هنا وتصدي هناك، والنتيجة يمكن أن تنقلب في ثانية!
كرة اليد هي رياضة القوة والمهارة، وليست موجهة لأي شخص عشوائي، بل تتطلب مرونة، ذكاء، وتكتيكًا خاصًا.
ونحن أصل التكتيك. وكما أن لكل شيء في الحياة أصل وبداية، جئناكم اليوم بـ”أصل اللعبة”.
بداية كرة اليد
فكرة لعبة “كرة اليد” موجودة منذ القدم، والمفاجأة أنها بدأت من أجدادنا الفراعنة.
هناك نقوش على جدران بعض المعابد، مثل معبد بني حسن، تُظهر مشاهد لأشخاص يرمون كرات لبعضهم البعض، ما يشير إلى وجود لعبة تشبه كرة اليد في تلك الحقبة.
“أصل اللعبة”… مصري بختم التاريخ
وليس الفراعنة وحدهم، بل أيضًا لدى الإغريق والرومان ألعاب شبيهة.
في اليونان كانت تُعرف باسم “أورانيا“، حيث يتم رمي كرة دون أن تلمس الأرض،
أما في روما القديمة، فكانت تُعرف باسم “هارباستم“، وهي أقرب إلى الرجبي، إذ كان الهدف إيصال الكرة إلى منطقة الخصم بأي وسيلة.
وهكذا، فإن فكرة اللعب بالكرة باستخدام اليد موجودة منذ القدم، من المصريين القدماء إلى اليونانيين والرومان،
لكن كرة اليد الحديثة التي نعرفها اليوم وُلدت في أوروبا في أواخر القرن التاسع عشر، وتحديدًا في ألمانيا والدنمارك.
ومع مطلع القرن العشرين، وبالتحديد في عام 1917، قام الألماني كارل شيلنز بوضع أول قواعد رسمية للعبة،
وكانت تُلعب حينها في ملاعب كبيرة، يضم كل فريق 11 لاعبًا.
تطورت اللعبة خلال عشرينيات القرن الماضي، وازدادت شعبيتها في الدول الإسكندنافية،
ونظرًا لبرودة الطقس هناك، بدأت تُمارس في صالات مغطاة بدلاً من الملاعب المفتوحة.
ظهرت أول بطولة عالمية للرجال عام 1938،
ولكن اللعبة توقفت لبعض الوقت بسبب الحرب العالمية الثانية،
ثم عادت لاحقًا بشكلها الحالي في أولمبياد ميونخ 1972 بنظام “7 لاعبين“، ومنذ ذلك الحين أصبحت جزءًا أساسيًا في الألعاب الأولمبية.
كرة اليد المصرية: من الجذور إلى العالمية
وبما أن “أصل اللعبة” بدأ من عندنا، دعني أؤكد لك أن المنتخب المصري أصبح اسمًا لامعًا في كرة اليد،
حيث ينافس بقوة منتخبات كبرى مثل: فرنسا، الدنمارك، والسويد.
بدأ اهتمام مصر باللعبة في منتصف الستينيات، وشاركت لأول مرة في كأس العالم عام 1964.
ثم في التسعينات، فرض المنتخب نفسه بقوة على الساحة العالمية،
وكان الوصول إلى ربع نهائي كأس العالم إنجازًا كبيرًا،
لكن الإنجاز الأضخم كان في عام 2001، عندما وصل المنتخب إلى المربع الذهبي لأول مرة في التاريخ،
وكان بذلك أول منتخب غير أوروبي يحقق هذا الإنجاز!
ولو قلت إن هذا مجرد تاريخ قديم، فأقول لك: أنت مخطئ!
لدينا الآن جيل ينافس على البطولات، ويقترب من الوقوف على منصة التتويج في كأس العالم والأولمبياد،
فقط لا تبخل عليهم بتشجيعك!
لماذا مصر قوية في كرة اليد؟
إذا ظننت أن مصر وصلت لكل هذا بالمصادفة، فأنت بحاجة إلى مراجعة أفكارك.
مصر قوية لأنها تمتلك:
- نظامًا احترافيًا متكاملًا
- دوريًا محليًا قويًا
- مواهب استثنائية
- مدربين على أعلى مستوى
كل هذه العوامل جعلت المنتخب المصري ليس فقط من أقوى منتخبات إفريقيا،
بل أيضًا من أقوى 5 منتخبات في العالم.
نجوم اللعبة
لاعبونا محترفون في أندية أوروبية كبرى، مثل:
- علي زين
- يحيى الدرع (قائد المنتخب المصري الحالي)
- كريم هنداوي
- الأسطورة أحمد الأحمر، أفضل لاعب كرة يد في إفريقيا.
لذا، لا تستخف بقدرات وطنك، فـ نحن أقوياء جدًا، والأصل دائمًا عندنا.
الختام
في النهاية، كل رياضة وراءها قصة، وكل لعبة بدأت من نقطة الصفر.
وإن كنت ترغب في معرفة أصل الحكاية من بدايتها…
ابقَ معنا في “أصل اللعبة“.
